شعريّة اللّون في قصيدة (أودى الشباب) لسلامة بن جندل السعدي

الملخص

      تهدف الدراسة إلى كشف أثر العلامة اللّونيّة في بنيتيّ النصّ؛ الشكليّة والمعنويّة في قصيدة (أودى الشباب) لسلامة بن جندل السعدي، فلم يأتِ اللّون ترفاً ولم يتوقف عند الوظيفة الجماليّة، وإنما تجاوز ذلك للمساهمة في التشكيل النسقي المعبِّر عن الرؤى الفكريّة والوجدانيّة لدى الشاعر في ظل اتكائه على اللّون معبراً عن الحالة الشعوريّة المسيطرة على فكره؛ من زوال الشباب، وحلول الشيخوخة بكل ما تحمله من الخوف ومجهوليّة المصير، محاولاً مداراة ذلك، بتوظيف اللّون أيضاً في تصوير المرأة وأدوات الحرب والبيئة من حوله.

      اعتمدت الدراسة نظريّة الشعريّة أداة لفحص واستكناه بِنية اللّون في أنساق القصيدة، ومدى نجاعة هذه الثيمة في تجسيد ما تذهب إليه الدراسة في البِنية الدلاليّة للنصّ.

      وخلصت الدراسة إلى أن توظيف اللّون في القصيدة ظاهرة لافتة في البِنية الشكليّة للنصّ. وإلى فاعليّة الشعريّة في بِنية اللّون في كشف ما يعتلج في باطن الشاعر من قلق إزاء الحياة، وتسرّبها المتواصل من بين يديه، كذلك الصراع الداخلي بين مرحلة الشباب والشيخوخة المفضوحة من الشيب المنسحب على شعر الشاعر وحياته. وإلى أثر التوظيف اللّوني في تعدّد القراءات والتأويلات في النصّ، وإلى دور العلامة اللّونيّة في النصّ في قابليّة الدراسة السيميائيّة الناجحة استناداً لامتداد العلامات النسقيّة داخل النصّ إلى حياة الشاعر خارج النصّ.