الدّيستوبيــا الساّخــرة فــي الأدب الحديــث: كتاب (أمّة تنسحب من التّاريخ) أنموذجاً
DOI:
https://doi.org/10.59759/art.v3i3.678الكلمات المفتاحية:
الدّيسْتوبْيا، أدَبْ الدّيسْتوبيا السّاخِرة، كتاب أمّة تنْسَحِبُ من التّارِيخ، وليد معابرةالملخص
يسعى هذا البحث للكشف عن أدب (الدّيستوبيا السّاخرة) وتمظهرات ذلك المفهوم واشتغالاته ضمن الفضاء النّصّيّ، بوصفه مصطلحاً جديداً يطلق على الأعمال الإبداعيّة الّتي تصوّر الفساد والشّرّ والاستبداد في مجتمع غابت قيمه الأخلاقيّة، وفي ظلّ هذا المنحنى بدأت الأعمال الأدبيّة والنّقديّة تسلّط الضّوء على معالم فساد المدن في الخطاب الأدبيّ عامّة، محقّقاً تواصلاً بين الذّات الإنسانيّة والنّظم الثّقافيّة والاجتماعيّة، ولا سيّما أن النّصّ يقوم على ثنائيّة الوعي والوجود التي تشتبك مع المستويات الفنّيّة والدّلاليّة شكلاً ومضموناً، لتشكّل نافذة للمعادلة البديلة، التي تحمل مرجعيّات ثقافيّة وأيديولوجيّة، وتبحث في المستقبل وتستشرف أحداثه، آثرنا رصد مفاهيم تعدُّ إحدى آليّات البحث ومرتكزاً مهمّاً من مرتكزاته الرّئيسة، ضمن المبحث الأوّل بملاحقة مفهوم الدّيستوبيا ومقاربته في الأدب، فضلاً عن الوقوف على مفهوم السّخرية، بوصفها إستراتيجيّة فذّة في تناول الأحداث ونقدها واستشراف المستقبل، ثمّ تبادر الدّراسة في المبحث الثّاني رصد صراعات الدّيستوبيا، والوقوف على أبرز تقنياتها، وتجلّياتها المشهديّة المتّصلة بالخيال العلمي في كتاب (أمّة تنسحب من التّاريخ) الأنموذج، واشتغالاتها الدّلاليّة والفنّيّة، التي تتقاطع والمرجعيّات الثّقافيّة.
وقد أفرز هذا التّشابك المعرفيّ والمنهجيّ المكانة البالغة الأهميّة الّتي احتلّتها الدّيستوبيا السّاخرة في منجز (وليد معابرة) الأدبيّ، بوصفها دالاً ثقافيًّا، وحقلًا تواصليًّا معرفيًّا؛ إذ يعرّي مظاهر الدّيستوبيا الاجتماعيّة والسّياسيّة والأخلاقيّة والنّفسيّة، و يستشرف أحداثاً سوداويّة مستقبليّة، عبر رصد هذه الثّيمة، ورسم صورها دلاليّاً و رؤيويًّاً وفنّيًّاً وجماليّاً، التي تمثل دعوة صريحة لثورة ديستوبيّة مضمرة، ورفض ومقاومة للانهيار المجتمعيّ والقمع السّياسيّ، لبلوغ يوتيوبيا حالمة تحقّق الحرّيّة والعدالة والسّعادة والإنسانيّة.