المدينة العربيّة الإسلاميّة: بنيان الدين الحنيف

الملخص

يهدف هذا البحث إلى إيجاد التطابق بين مبادئ الدين ومرادفاتها على مستوى التخطيط والعمارة، فهو يرصد تعاليم الدين الحنيف من خلال تتبع البيئة المبنية في المدينة العربية الإسلامية، واتبع المنهج التحليلي الوصفي عبر النظر في التخطيط الحضري والعمارة، وما يقابل ذلك من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وتكمن مشكلة البحث في إثبات أن الإسلام قد سخر التخطيط والعمارة لإيجاد فضاء حضري لإيواء أتباعه وتطبيق شرائعه على الأرض، أمَّا فرضية البحث فهي أن هذه المدينة خاصة بالإسلام، وهي تحمل اسمه، وموجودة ضمن جغرافيته، ونتج عن هذا البحث أن المدينة أساسية للدين الحنيف، وهو يقدمها للعالم كنموذج حي للأمة المسلمة حيث تمثل أسلوبه في الدعوة إلى الله جل جلاله، وهذا فريد في تاريخ المدن والأديان، والنتيجة أتت متوافقةً مع حقيقة أن الإسلام بالأساس دين التمدن، ومدينته تعتبر تجسيداً لتعاليمه، ويؤكد جورج مارسيه، في مقالته "الإسلام والتمدن"، على أن الإسلام لم يظهر إلا في مجتمع متمدن، وأن المدينة ضرورية لتطبيق الشعائر الإسلامية لا سيما الصلاة الجامعة، فيقول: في المدينة يجد المرء فضائل الإسلام المتمثلة بالمساجد والمدارس وسائر المنشآت.