البحث أثر توظيف لغات القبائل في تجويز المسائل اللغوية عند الفراء والأخفش في كتابيهما معاني القرآن

الملخص

ملخص

تُبيّن هذه الدراسة أن كلاً من الفراء والأخفش قد اعتمدا في تفسير المفردات القرآنية الغامضة والمشكلة، وتحليل الظواهر اللغوية والدلالية، على التنوع اللهجي لقبائل العرب، بل وذهبَا إلى تجويز بعض القراءات الشاذّة استناداً إلى اختلاف لغات العرب وقبائلهم. وقد تبين أن الفراء مال إلى لهجة الحجاز ثم تميم، بينما رجح الأخفش لهجة تميم على غيرها. 

وقد خلصت الدراسة إلى أن استدلال العالِمَيْنِ (الفراء، الأخفش) باللغات القبلية في تبرير المسائل اللغوية يعكس ثراء اللغة العربية ومرونتها، وكذلك قدرتها على استيعاب التعددية الدلالية والصوتية، مما يشير إلى عمق التراث اللغوي العربي وتنوعه. كما كشفت أن الفراء والأخفش استعانا باللهجات - بما فيها النّادرة والمهملة - لتوضيح المفردات المشكلة وتوجيه القراءات القرآنية، ممّا يدلّ على اتساع المنهج الكوفي في الاستناد إلى الشواهد اللهجية، حتى تلك التي خرجت عن الاستعمال الشائع. 

كما يُبرز هذا البحث أهمية التنوع اللهجي في التأصيل النحوي واللغوي عند علماء الكوفة، حيث لم يكن الاختلاف دليلاً على الشذوذ، بل مظهراً من مظاهر الغنى اللغوي الذي أسهم في تطوير الدرس النحوي وعلوم القرآن الكريم.

الكلمات المفتاحية: الفراء، الأخفش، معاني القرآن، لغات العرب، المسائل اللغوية.